بيان بشأن الاساءات المنتشرة في وسائل التواصل الاجتماعي
أصدر مجلس الجمعيات الأهلية وجمعية إحسان للخدمات القانونية بيان بشأن الإساءات المنتشرة في وسائل التواصل الاجتماعي ضد الجمعيات الأهلية ومنسوبيها الذي انعكس سلباً على الصورة الذهنية تجاه الجمعيات الأهلية، وألحق الضرر بعمل الجمعيات وأثّر على المتطوعين والمتبرعين بشكل عام.
وبالنظر في هذه الإساءات اتضح أنها تعكس بوضوح عدم الاطلاع على آليات الرقابة واشتراطات الضبط المالي والإداري وما يتضمنه معيار الشفافية والإفصاح والسلامة المالية التي يجب على كل جمعية أن تلتزم بها أمام الجهات الرقابية، كما اتضح عدم المعرفة بالدور الدقيق الذي تقوم به مؤسسة النقد السعودي في الاشتراطات والإجراءات التي تفرضها على حسابات الجمعية.
كما غاب عن أولئك أن الجمعيات قد حظيت باهتمام أصحاب السمو الملكي أمراء المناطق، وكذلك أصحاب المعالي والفضيلة وأصحاب السعادة من رجال هذا البلد المخلصين.
كما غفل أو تناسى أولئك المسيؤون للجمعيات الآن ما سبق أن واجهته من تُهم قبل سنين واتضح أنها كانت زوراً وبهتانا من جهات خارجية، خاضت لأجلها المملكة حرباً ضروساً مع المنظمات الدولية حتى نجحت في وضع الجمعيات ومؤسسات المملكة في المنطقة الآمنة الملتزمة بالأنظمة والسلامة المالية، حيث انضمت المملكة كأول دولة عربية الى مجموعة العمل المالية (فاتف)، تثميناً لمكانة المملكة على المستويين الدولي والإقليمي، وتطبيقها أعلى معايير الرقابة على الحسابات البنكية واتباعها السياسات والإجراءات المالية المحكمة.
ونظراً لما ترتب من ضرر على الجمعيات وأعضائها بسبب الإساءات التي تزايدت في الآونة الأخيرة فقد عزم المجلس والجمعية على توضيح الجوانب النظامية والقانونية الخاصة في هذا الشأن وفقاً للتوجه التالي:
1) يسعى المجلس وجمعية إحسان للتأكيد على دور الجمعيات الأهلية التي هي جزء من منظومة القطاع غير الربحي الذي يشكل إحدى ركائز التنمية المجتمعية وأحد المكونات الرئيسة لرؤية المملكة 2030، ويؤكدان على دوره المحوري في برنامج التحول الوطني، ويشيدان بما توليه القيادة الرشيدة من اهتمام وحفاوة لهذا القطاع ومختلف مكوناته، ويفخران بمشاركتها الفعلية في أعماله من خلال الرئاسة الشرفية لمجالس إدارات الجمعيات في المناطق، ويثمنان الدعم اللامحدود المقدم منهم لدعم الجمعيات الأهلية ومبادراتها ولا أدل على ذلك مما شاهده المجتمع خلال أزمة كورونا.
2) يؤكد المجلس وجمعية إحسان بأن الجمعيات الأهلية تعمل وفق الأنظمة واللوائح المقرة من الدولة – حفظها الله – وهي كالتالي:
أ- نظام الجمعيات والمؤسسات الأهلية الصادر بقرار مجلس الوزراء رقم (61) وتاريخ 18/2 /1437هـ المصادق عليه بالمرسوم الملكي رقم (م/8) وتاريخ 19/2 /1437هـ.
ب- اللائحة التنفيذية لنظام الجمعيات والمؤسسات الأهلية الصادرة بقرار معالي وزير الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية رقم 73739 وتاريخ 11/6 /1437 هـ.
ت- الالتزام بنظام مكافحة جرائم الإرهاب وتمويله، الصادر بقرار مجلس الوزراء رقم 63 وتاريخ 13/2/1435هـ، والمصادق عليه بالمرسوم الملكي رقم م/16 وتاريخ 24/2/1435هـ.
ث- الالتزام بنظام مكافحة غسل الأموال، الصادر بقرار مجلس الوزراء رقم 80 وتاريخ 4/2/1439هـ، والمصادق عليه بالمرسوم الملكي رقم م/20 وتاريخ 5/2/1439هـ.
3) يشيد المجلس وجمعية إحسان بتنظيم القطاع غير الربحي وهيكلته، حيث أن الجمعيات الأهلية خاضعة لإشراف ورقابة وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية من الناجية المالية والإدارية، وتطبق الوزارة عليها أعلى معايير الحوكمة والتي تشمل ثلاث معايير هامة: معيار السلامة المالية، ومعيار الالتزام بالأنظمة واللوائح، ومعيار الإفصاح والشفافية، وتتم إجراءات الاشراف والرقابة من خلال التدقيق المالي والإداري والزيارات الميدانية المفاجئة للجمعيات، وتتولى الجهات المتخصصة الاشراف الفني على الجمعيات الأهلية كل حسب تخصصه. إضافة إلى إشراف ورقابة البنوك ومؤسسة النقد العربي السعودي على حسابات الجمعيات وتعاملاتها المالية، وما يدخل ويخرج من هذه الحسابات، وعدم قبول الايداعات النقدية، وعدم قبول التحويلات المالية لهذه الحسابات من وإلى أي جهة خارج المملكة العربية السعودية.
4) يشير المجلس وجمعية إحسان إلى تقييم مجموعة العمل المالي (فاتف) وهي المنظمة الدولية المتخصصة بمدى التزام المنظمات بالمعايير الدولية للسلامة المالية، حيث حقق القطاع غير الربحي في المملكة العربية السعودية درجة متميز وهي (LC) والمقصود بها (Largely Compliant)، وتعني "متوافق إلى حد كبير" مع متطلبات التقييم. وهذا التقييم في الامتثال والالتزام للقطاع الخيري في المملكة، يماثل دولاً كبرى حققت نفس الدرجة لقطاعها الخيري مثل أمريكا، الذي حصل على درجة (LC).
5) يؤكد المجلس وجمعية إحسان على الحق الكامل للمجلس والجمعيات الأهلية -كونها جهات ذات صفة اعتبارية تتمتع باستقلال مالي وإداري - في الترافع ضد أي إساءة توجه إلى الجمعيات الأهلية، لدى الجهات المختصة حسبما كفلته لها الأنظمة المعمول بها في مملكتنا الحبيبة ومنها نظام الجرائم المعلوماتية، حفظاً لحقها وصيانة لسمعتها وسمعة العاملين فيها وقياماً بالواجب الذي يفرضه عليها دورها في المحافظة على علاقاتها مع مختلف شرائح المجتمع من متطوعين أو متعاونين أو متبرعين أو شركاء. وسيقوم المجلس مع جمعية إحسان بدراسة الإساءات المطلقة تجاه الجمعيات الأهلية والعاملين فيها، سواء ما كان منها بهيئة تغريدات أو صور أو رسومات كاريكاتورية أو ما كان من خلال مقاطع فيديو توثق حوادث مجتزئة لمواقف مبتورة لا تتضح فيه الصورة الكاملة لحقيقة الموقف، استعداداً لرفع قضايا على كل من أساء إلى الجمعيات الأهلية.
6) لا يعني هذا بحال من الأحوال، عدم فتح المجال لاستقبال النقد البناء أو الاقتراحات من قبل المجلس أو الجمعيات؛ بل إن المجلس وجمعية إحسان يؤكدان على ضرورة المشاركة المجتمعية من قبل كافة أبناء الوطن في مختلف الجمعيات الأهلية وأن المجال متاح لهم كمتطوعين ومتعاونين في حدود ما أتاحته الأنظمة، ويرى المجلس وجمعية إحسان أن واجبهما يحتم عليهما الوقوف جنباً إلى جنب مع كل الجهود الرامية لتعزيز المواطنة الصالحة و تحقيق المشاركة الإيجابية وتحمل المسؤولية تجاه كل ما هو من مكونات المجتمع واحتياجاته التي تعكس المعنى الحقيقي للانتماء للوطن.
ويذكر أن مجلس الجمعيات الأهلية نشأ بموجب لائحة مجلس الجمعيات الأهلية المقرة من معالي وزير الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية برقم 205256 وتاريخ 3 / 11 / 1439هـ، والتي نصت على أن المجلس يتمتع بالشخصية الاعتبارية ويتفرع عنه مجالس فرعية في كل منطقة إدارية من مناطق المملكة، وأن المجلس وما يتفرع عنه من مجالس فرعية أو تخصصية يُعدُّ ممثلاً للجمعيات الأهلية الواقعة في نطاقه في الشأن العام لها أمام الوزارة، والأجهزة الحكومية والخاصة، ويهدف إلى تمكينها وتطويرها، وتحقيق التعاون والتكامل والتنسيق بينها، وتقديم الخدمات المساعدة على ذلك.
ختاماً تقدم المجلس وجمعية إحسان بعد شكر الله تعالى؛ بالشكر الجزيل لقيادة هذا الوطن التي دعمت العمل المجتمعي وساعدته للاضطلاع بالدور المنشود منه وما تقوم به وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية من جهود في سبيل تطوير وتنمية القطاع غير الربحي في المملكة، كما يتقدم بالشكر لكل منسوبي الجمعيات الأهلية التي قدمت ومازالت تقدم من أعمال مجتمعية في سبيل خدمة الوطن والمواطن
رابط الخبر في جريدة الرياض ( http://www.alriyadh.com/1822393 )